قريباً.. الدوري الإسباني على طيور الجنة.. وقناة براعم !

قبل أن أبدأ أعتذر بشدة وبعنف لأطفال مشجعي كرة القدم وللسيدات لكم كل الاحترام والتقدير لأنني في السطور التالية سأجرح محبوبكم ومعشوقكم، الدوري الإسباني سأتحدث عنه وقد أسيء له وأعلم أن بعضكم يتغزل فيه وفي المنافسة بين توم وجيري ولورين وهاردي، ونان ولي لي ورونالدو وميسي!


عزيزي الطفل أو المراهق أحترم توم وجيري ونان ولي لي وأحفظ أفلام الأنيميشن كلها، وباموت في أفلام والت ديزني، وأتابع قناتي طيور الجنة وبراعم للأطفال رغما عن مع إبنتي.. والصراحة فالليغا يجب أن يكون معهم في نفس القناتين.. أحترم لو تم تصنيف الليغا كأفضل دوري متابعة من الأطفال أو يكون شعار البطولة هذا الدوري صالح لمتابعة الأطفال والرضع والحوامل!


لكن لن أقتنع أبدا أن ما تشاهدونه تحت مسمى الدوري الإسباني هو كرة قدم، أدرك تماما أن بعض المجادلين سيدخلون ويقولون أنه في سنة كذا قبل الميلاد فاز كذا الإسباني على كذا الإنكليزي ولا الألماني، وأن الأندية الإسبانية وفقا لمقياس ريختر قد تكون أقوى.. لكن كل ذلك لا يعنيني ما يعنيني أنه لكي نطلق على لقب مسابقة ما دوري، ونصنفها بأنها مسابقة ضمن أفضل المسابقات في العالم فلا يجوز أبدا أن تكون معظم نتائج المباريات سباعيات وثمانيات، وعندما يكون ميسي متعبا تكون النتيجة فوز ثلاثي فقط، وفي المقابل ريال مدريد ينافس ويجري وراء الصاروخ برشلونة، فينجح تارة ويفشل تارات أخرى..


زمان كان فالنسيا فريقا مرعبا وأتلتيكو مدريد كان منافسا قويا وكذلك فياريال وكانت المنافسة في الدوري الإسباني صعبة وقوية، وكانت فرق أخرى غير ريال مدريد وبرشلونة يفوزون ولو أحيانا بلقب الدوري، لكن ما يحدث حاليا أن المسافة بين الفريقين الأكبر في الليغا وبين باقي الفرق أوسع من المسافة ذاتها بين باقي الفرق التي في المنطقة الدافئة ودوامة الهبوط.. تماما مثل دوريات العالم الثالث، تجد أن فارق النقاط بين الثالث والأول أكبر من الفارق بين الثالث والأخير، وهذه ليست منافسة وهذا ليس دوري.. وإن كان كذلك فلا يمكن تصنيفه على إنه الدوري الأفضل في العالم بلا على الأكثر يكون أفضل الدوريات الفاشلة لو كان هناك تصنيف بهذا الشكل!


المشكلة أن الفرق الإسبانية كلها تعتمد في دخلها على اكتشاف النجوم صغيرة السن وتفريخها وبيعها وغالبا يكون البيع لريال مدريد وبرشلونة، وهذا هو مصدر دخلهم الذي يكون صفرا لو لم يفرخوا نجما لو لم يتصادف أن صنع الفريق نجما مثل فالكاو في أتلتيكو مدريد والمنتقل إلى موناكو الفرنسي أو إيسكو في ملقا والذي انتقل لريال مدريد وهذه الفلتات لا يمكن أن تحدث في كل موسم.. باختصار لو لم يتم تفريخ لاعبين لن يحقق النادي أرباحا لأن دخله من البث التليفزيوني وحتى الحضور الجماهيري والإعلانات لا يغطي تكلفة إعداد الفريق والرواتب..


وفي ظل تضاؤل المقابل المادي الذي تحصل عليه الأندية يستحوذ ريال مدريد وبرشلونة على ما يقرب من نصف هذه الميزانية ما يساعدهما أولا على الاستثمار طويل الأمد ثانيا على استغلال جزء لشراء اللاعبين الذين يأتي بعضهم بأرقام خيالية أحيانا يتعجب البعض منها..


والحقيقة أن كرة الجليد كي تكبر لابد أن تبدأ وريال مدريد وبرشلونة بدآ منذ زمن، ولكن الأندية جميعا تلهث دون جدوى وستظل في تجري في دائرة مغلقة فلا يمكن أن نرى فريق ثالث يحصل على لقب الدوري، ولا يمكن أن نرى يوما متابع من عشاق الليغا يشاهد مباراة ملقا وخيتافي، ولا حتى أتلتيكو وفالنسيا، فقط الكل يشاهد برشلونة وريال مدريد يلعبان مع بعضهما أو الآخري.. حتى في البلاي ستيشن هناك من يلعب بآرسنال وهناك من يحب ليفربول، والبعض لا يتنازل عن اللعب بتشيلسي هذا بخلاف مانشستر يونايتد ومانشستر سيتي وحتى توتنهام.. بينما هل يمكن أن يلعب أحد حتى في "بلاي ستيشن" بأتلتيكو مدريد؟!


خلاصة القول.. مع كامل احترامي وتقديري.. متابعة مباريات ريال مدريد وبرشلونة معا في الكلاسيكوهات أمر جميل فهي مباريات قوية ومتكافئة لكن الليغا هو دوري فاشل بكل المقاييس يفضل أن يتم استبداله بـ38 مباراة كلاسيكو في العام بين برشلونة وريال مدريد، وإقامة دوري آخر لباقي الفرق تتنافس فيما بينها!


أو لو أردنا حلا سليما فيجب أن يتمر الاستثمار في الأندية الأخرى ولتباع لمستثمرين أجانب أو لشكات كبرى، كي يتم الاستثمار فيها دعائيا، ويتم الترويج لها لتبدأ في الحصول على حصص تكافئ برشلونة وريال مدريد، وتصبح لديهم المقدرة على الاحتفاظ بلاعبيهم لا أن يكون فقط دورهم هو التفريخ.. وقتها يمكن أن نطلق على الدوري الإسباني أنه دوري أما الآن فهو مجرد بطلان و18 كومبارس!


ملحوظة.. هذا مقال رأي ليس خبرا ولا تقريرا.. وهذا رأيي أنا كاتب المقال فإن أعجبك أهلا وسهلا لم يعجبك....... أهلا وسهلا أيضا!